تتوالى فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، في دورته الـ 51، إذ
شهد ندوتين من أهم ندواته لتلك الدورة، إحداها عن ظاهرة "البوكتيوبرز"،
والأخرى كانت ضيفتها الدكتورة رشا قلج؛ صاحبة لقب المصرية الأكثر تأثيرا
في أفريقيا لعام 2019، وفقا لمجلة نيو أفريكان البريطانية. ندوة رشا قلج
أُقيمت الندوة في القاعة الرئيسية بالمعرض، تحت عنوان "اللقاءتتوالى
فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، في دورته الـ 51، إذ شهد
ندوتين من أهم ندواته لتلك الدورة، إحداها عن ظاهرة "البوكتيوبرز"،
والأخرى كانت ضيفتها الدكتورة رشا قلج؛ صاحبة لقب المصرية الأكثر تأثيرا
في أفريقيا لعام 2019، وفقا لمجلة نيو أفريكان البريطانية.
ندوة رشا قلج
أُقيمت الندوة في القاعة الرئيسية بالمعرض، تحت عنوان "اللقاء الفكري"
وأدارتها سلمى أنور، حيث حكت فيها "قلج" أنها نشأت في الإسكندرية،
المدينة المصرية المطلة على ثقافات متعددة، وهو ما مهّد لانفتاحها على
باقي دول العالم وعاداتها، وقضت في مدينة دبي 24 عامًا من حياتها،
واستفادت من حياتها بها بجوار ما يقرب من 100 جنسية مختلفة، وكل ذلك
جعلها تحب مخالطة الشعوب المختلفة.
تابعت أنها درست الصيدلة ولكنها بعد فترة لم ترَ أن هذا مجالها، فقررت
المساهمة في العمل الخيري في قارة أفريقيا، وهو ما بدأت فيه منذ عام
2012، فأنشأت مؤسسة "ميرك" الخيرية، التي تقدم خدماتها في أكثر من دولة
أفريقية، موضحة أن المرأة الأفريقية تحديدًا تتعرض للظلم والإهانة
والتعذيب، لأسباب مختلفة أبرزها إصابتها بالعقم، لافتة إلى أنها وضعت
برنامجًا من خلال مؤسستها لمحاربة تلك الظاهرة وحماية النساء الأفريقيات
مما يتعرضن له على يد أزواجهن وأقاربهن، إذا لم ينجبن.
في سياق متصل، تدعو رشا قلج الشباب إلى المساهمة في العمل الخيري
بأفريقيا، موضحة أن المجال فيها مفتوحًا أمام العديد من الأفكار
والأطروحات، الخاصة بالعمل التطوعي والمجتمعي، مشيرة إلى أن مؤسستها لا
تقبل التبرعات النقدية، وإنما تفضل تقديم المقترحات البناءة والحلول
المبتكرة للمشكلات، لافتة إلى أنها بمشاركة فريق العمل بالمؤسسة، نجحت في
تكوين أول فريق طبي مدرَّب لعلاج العقم لدى النساء والرجال في عدد من
الدول الأفريقية، وتأمل أن يلتفت الشباب إلى القارة السمراء، للمساهمة في
النهوض بحياة الشعوب الأفريقية.
ندوة البوكتيوبرز
ظاهرة "البوكتيوبرز" بدأت بالانتشار قبل سنوات قليلة في عالمنا العربي،
وهي عبارة عن القنوات التي تقدم محتوى خاص بالكتب عبر موقع يوتيوب شهير،
سواء كانت تلك الكتب روايات أو قصص قصيرة أو كتب فكرية وإنسانية في مختلف
مجالات القراءة، وأصبح لتلك القنوات متابعون بالآلاف، والذين وجدوا من
السهل أن يطّلعوا على مراجعات الكتب المختلفة، من خلال محتوى مرئي سهل
وجذاب.
معرض القاهرة للكتاب 2020، اهتم بـ "البوكتيوبرز" من خلال ندوة أُقيمت في
قاعة شباب أفريقيا، ضمت مجموعة من البوكتيوبرز وهم مي مجدي وعمرو
المعداوي وأميرة محمود وإسماعيل الإبياري، وأدارها الصحفي إسلام وهبان.
في البداية يقول "المعداوي" صاحب قناة "الروائي"، إن هدفه من إنشائها هو
تقديم دليل محايد للقارىء عن الكتاب أو الرواية، موضحًا أنه اختار
اليوتيوب تحديدًا لأننا في عصر الفيديو والصورة، قائلًا إنه لو قدّم نفس
المحتوى في شكل مكتوب؛ لن يحقق نفس الرواج أو الصدى الذي يحققه الفيديو،
مشيرًا إلى أنه يقدم مراجعات للكتب بأقل عدد من الكلمات، ولا تتعدَ مدة
الفيديو الواحد في قناته 8 دقائق.
أردف أن أبرز المعوقات التي واجهته في بداية إطلاقه للقناة، أن لا أحد
يعرفه، مشيرًا إلى أنه يعمل محاسبًا ولم تكن له أية علاقة بالوسط
الثقافي، ولكنه بعد فترة بدأت مشاهدات قناته تزيد، حتى وصل عدد المشتركين
في القناة حاليًا، إلى أكثر من 25 ألف مشترك.
أما إسماعيل الإبياري، فهو أصغر بوكتيوبر في مصر وعمره 14 عامًا، صاحب
قناة "علامة تنصيص"، يقول إنه فكّر في إنشاء قناته لأنه كان يسجّل
مراجعات للكتب على الموبايل، ويمتلك كاميرا، فتساءل لماذا لا يقدم محتوى
مرئيًا طالما العناصر كلها متوفرة لديه؟ وبالفعل بدأ في إنشاء قناته في
سبتمبر 2019، وقدّم من خلالها مراجعات لأنواع مختلفة من الكتب، في مجالات
متنوعة.
وبالنسبة لكونه صغير السن وهل تعرّض لانتقادات بسبب ذلك؟ يقول "إسماعيل"
إنه لم يتوقع أن تأتيه أية تعليقات سلبية من هذا النوع، ولكنه شيئًا
فشيئًا بدأ يتعامل معها ويسأل أصحابها عن آرائهم فيه، ويتعلم من تلك
الآراء، مؤكدًا أنه ليس خبيرًا في النقد الأدبي ولم يدرسه، ولكنه مجرد
شخص يعبّر عن رأيه؛ الذي من الممكن أن يكون صحيحًا أو خاطئًا، مضيفًا أنه
لا يلتفت كثيرًا للتعليقات المسيئة لشخصه، مستطردًا أن أصحابها لم يحققوا
النجاح الذي حققه هو، لذلك يهاجمونه، وعليه ألا ينشغل بآرائهم.
أما مي مجدي صاحبة قناة "من الآخر"، فتقول إنها تستهدف بالدرجة الأولى
الشريحة التي لا تقرأ، حتى تجذبهم للقراءة، موضحة أنها حتى الآن لم تربح
من قناتها جنيها واحدًا، قائلة: "في الوطن العربي، أي حد بيقدم محتوى
هادف فهو بينحت في الصخر"، لافتة إلى أن من يُركّز في الحصول على ربح من
قناته، لن يجنِ شيئًا في النهاية ولن يستمر.
أضافت "مي" أن عدد مشتركي قناتها وصل إلى الألف بعد خمسة أشهر كاملة،
مضيفة أنهم زادوا حاليًا إلى أكثر من 14 ألف مشترك في خلال عامين منذ
إطلاقها، مشيرة إلى أن من يقرر الدخول في هذا المجال، عليه اتباع سياسة
النفس الطويل والصبر، حتى يصل إلى ما يهدف إليه، نظرًا لكثرة الصعوبات
والعقبات التي تقف أمامه، لافتة إلى أنها تهتم في المقام الأول بالقارئ
ومشاهدي قناتها، ولا تلتفت إلى أصحاب الكتب أو دور النشر.
وبالنسبة لأميرة محمود، تحكي أنها هدفت من قناتها التحدث عن الكتب مع
الناس من خلال منصة أكبر، فاختارت اليوتيوب، مضيفة أن أهم عائق يقابلها
هي التعليقات السلبية على فيديوهاتها، وتوضح أنها في الغالب لا يكون لها
علاقة بالمحتوى، مشيرة إلى أن النقد الخاص بالمحتوى يفيدها كثيرًا وتهتم
به، وتحاول تلافي الأخطاء التي تقع فيها بمرور الوقت.
يُذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، بدأت فعاليات دورته الـ 51
يوم الخميس 23 يناير، ومستمر حتى يوم 4 فبراير، ويقام في مركز مصر
للمؤتمرات والمعارض الدولية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، تحت شعار
"مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وشخصية المعرض لهذا العام هو المفكر جمال
حمدان، وضيف شرف تلك الدورة هي دولة السنغال، وتُقام خلاله أكثر من 900
فعالية متنوعة، في الأدب والفنون والثقافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق