المجتمع الذي ولدت فيه علمني أن جميع الناس جنسيين بطبيعتهم وأصبح من
البديهي أن أكون جنسي وإلا فإنه سيتم تصنيفي كشخص مريض! لكن في قرارات
نفسي كنت أشعر أنني مختلف ولم يكن هذا الاختلاف يزعجني أو يحمل صفة
المرض، في سنة 2017 وبعد حيرة وشكوك طويلة اكتشفت بالصدفة مقال يتحدث عن
اللاجنسية لتتغير حياتي من شعور الغربة وفقدان الثقة إلى الاعتزاز
والإفصاح بثقة بأنني لاجنسي وطبيعيتدوينة: نبيل علال
المجتمع الذي ولدت فيه علمني أن جميع الناس جنسيين بطبيعتهم وأصبح من
البديهي أن أكون جنسي وإلا فإنه سيتم تصنيفي كشخص مريض! لكن في قرارات
نفسي كنت أشعر أنني مختلف ولم يكن هذا الاختلاف يزعجني أو يحمل صفة
المرض، في سنة 2017 وبعد حيرة وشكوك طويلة اكتشفت بالصدفة مقال يتحدث عن
اللاجنسية لتتغير حياتي من شعور الغربة وفقدان الثقة إلى الاعتزاز
والإفصاح بثقة بأنني لاجنسي وطبيعي وأصبحت أملك الشجاعة للتكلم عن
اللاجنسيين ومحاربة الخرافات التي تدور حول هذه الفئة، اللاجنسي ببساطة
شخص لا يختبر الانجذاب الجنسي أو لا يملك رغبة فعلية لممارسة علاقة
جنسية، ولكي نفهم معنى أن يكون الشخص لاجنسي يجب توضيح بعض النقاط حول
اللاجنسية:
اللاجنسية ليست مرض : النسخة الخامسة من كتاب (DSM-5) التابع للجمعية
الأمريكية للطب النفسي والعقلي في الصفحتين 434 و 443 يستثني الأفراد
الذين يُعرفون أنفسهم كلاجنسيين من الإضطراب الجنسي المسمى (الرغبة
الجنسية غير فعالة أو غير نشيطة) وهذا الاضطراب الجنسي معناه : الأسى من
النفور المتكرر من الجماع مع الشريك الجنسي يصبح اضطرابا تشخيصيا عندما
يكون فيه استغاثة وطلب مساعدة ملحوظة ومن الدراسات الأخيرة حول
اللاجنسية دراسة للباحثتين لوري بروتو وموراج يول نشرت في أرشيف السلوك
الجنسي للأكاديمية الدولية للدراسات الجنسية )أفريل 2017( وخَلُصت
الدراسة الى عدم وجود أدلة على أن اللاجنسية عجز جنسي أو اضطراب نفسي.
اليوم الكثير من الأطباء بالعالم والوطن العربي في تشخيصهم يفرقون بين
الأمراض والاضطرابات الجنسية وبين اللاجنسية
اللاجنسية ليست امتناع أو تبتل ديني: المتبتل أو الممتنع عن ممارسة الجنس
يملك انجذاب جنسي لكنه يكبح نفسه لغاية دينية أو فلسفية بينما الشخص
اللاجنسي لا يملك انجذاب جنسي ولايمنع أو يكبح نفسه عن ممارسة الجنس، فقط
هو لا ينجذب جنسيا نحو الآخرين.
اللاجنسية ليست العزوبية: العزوبية حالة وليدة أسباب اجتماعية أو
اقتصادية أو نفسية وهي اختيار بينما اللاجنسية ليست وليدة الظروف وهي
توجه طبيعي.
اللاجنسية ليست ضد الحب أو الزواج: بعض اللاجنسيين يقعون في الحب هناك
فرق بين الانجذاب الجنسي والانجذاب الرومانسي، وبعض اللاجنسيين يتزوجون.
اللاجنسية ليست ضد الجنس: بالرغم أن الشخص اللاجنسي لا يمتلك انجذاب جنسي
إلا أن بعض اللاجنسيين قد يمارسون الجنس من أجل إرضاء الشريك أو الأنجاب.
لما علينا أن نفهم اللاجنسيين؟
هناك الكثير من اللاجنسيين لا يدركون أنهم لاجنسيين بسبب الثقافة السائدة
التي ترى أن انعدام أو انخفاض النشاط الجنسي مؤشر على المرض هؤلاء قد
يضطرون للبحث عن علاج لاعتقادهم أنهم مرضى أو قد يغامرون بزواج محكوم
عليه بالفشل لعدم توافق توجههم مع توجه الشريك الجنسي وأيضا هناك الكثير
من الفتيات اللاجنسيات يجبرن على الزواج من طرف أهاليهم الذين بجهلهم لا
يعيرون أي اهتمام لاختلاف التوجهات الجنسية بين فرد وآخر ،ما يبدو كأمر
بسيط قد ينتهي بتدمير حياة شخص ما، لذا فإن التوعية باللاجنسية أمر في
غاية الأهمية من شأنه أن يساهم في انقاذ الكثير من الناس وتغيير حياتهم
نحو الأفضل
ما الذي نتعلمه من اللاجنسيين؟
حتى اليوم هناك أغلبية تنظر للجنس على أنه رغبة متأصلة لدى كل البشر وأن
سعادتنا تعتمد عليه بالإضافة الى وجود محتوى هائل يعتبر أن الجنس يجعل
حياتنا صحية وأكثر حيوية هذه الثقافة السائدة تتناقض مع فئة اللاجنسيين
الذين أظهروا لنا عدم صحة هذه التعميمات فهناك أشخاص لا يختبرون الانجذاب
الجنسي وحياتهم طبيعية ولا يشعرون بالمعاناة لعدم مشاركتهم في النشاط
الجنسي والجنس بالنسبة لهم ليس جزء من اهتماماتهم ولا مصدر لسعادة
حياتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق