الوراثة هي عملية بيولوجية تمثل انتقال الصفات الوراثية و الجينات من
الآباء إلى الأبناء، إذ يرث الطفل الجينات من كلا والديه التي تؤثر
بدورها في ظهور سمات معينة كالصفات البدنية ولون العينين ولون البشرة
وشكل الشعر وغيرها.الوراثة هي عملية بيولوجية تمثل انتقال الصفات
الوراثية و الجينات من الآباء إلى الأبناء، إذ يرث الطفل جينات من كلا
والديه تؤثر بدورها في ظهور سمات معينة كالصفات البدنية ولون العينين
ولون البشرة وشكل الشعر وغيرها. من ناحية أخرى فقد تحمل بعض الجينات خطر
الإصابة ببعض الأمراض التي تنتقل من الآباء إلى أبنائهم.
لتكوين صورة أوضح عما سبق سنتعرف سويًا على الصفات الوراثية وآلية
انتقالها وعملها.1
الصفات الوراثية والحمض النووي
يشير مصطلح علم الوراثة إلى دراسة الخصائص البيولوجية والصفات الموروثة
من الآباء إلى الأطفال. بينما يقصد بمفهوم الصفات الوراثية تسلسل الحمض
النووي لسمة وصفة معينة في الكائن الحي.
فالحمض النووي هو المادة الوراثية لدى البشر
وجميع الكائنات الحية الأخرى. إذ يملك كل شخص نفس الحمض النووي، الذي يتمركز في
نواة الخلية ويطلق عليه DNA،
كما يمكن إيجاد قسم منه في المتقدرات والتي هي هياكل موجودة داخل الخلايا تحول
الطاقة من الغذاء إلى المواد التي تحتاجها الخلايا.
يتم تخزين المعلومات في الحمض النووي كرموز تتكون من أربع قواعد
كيميائية. ويتكون الحمض النووي البشري من حوالي 3 مليار قاعدة، وأكثر من
99% من تلك القواعد تكون متشابهة لدى جميع الناس، ويحدد ترتيب وتسلسل هذه
القواعد الصفات الوراثية التي يكتسبها الكائن الحي.
تشكل الصفات الوراثية
لدى البشر 22 زوجًا من الكروموسومات بالإضافة إلى زوجٍ واحد من
الكروموسومات الجنسية التي تأخذ الشكل XX لدى الإناث وXY لدى الذكور.
يتضمن كل زوج من الكروموسومات مورثة واحدة من الأب وأخرى من الأم. وهكذا
تحوي كل خلية لدى الكائن الواحد نفس الصفات الوراثية . وهذا هو السبب في
أننا لا نلاحظ ظهور صفتين متناقضتين، كالبشرة البيضاء والسمراء، لدى نفس
الشخص أو الكائن.2
كيف نلاحظ الصفات الوراثية
نتشارك وأقراننا وأفراد عائلتنا مجموعة من الخصائص المتنوعة، إلا أن
اختلافنا وتميزنا نبع من بعض الصفات الفردية التي يملكها كل منا، فيمتلك
جميعنا صفات وراثية فريدة من نوعها تميزه عن غيره. ويتم التحكم في الصفات
التي يملكها الأفراد بالجينات التي تنتقل من الوالدين إلى الأبناء، بينما
يكتسب البعض الآخر عن طريق التعلم. في حين أن معظم هذه الصفات تتأثر
بمزيج من الجينات والعوامل البيئية. وفيما يلي بعض الأمثلة على مجموعة من
السمات المتغيرة والتي من الممكن ملاحظتها بين الأفراد:
النمش النمش هو بقع صغيرة مركزة من صباغ الجلد (الميلانين)، وتظهر هذه
البقع بكثرة عند ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأحمر. يتحكم جين MC1R في
ظهور النمش، وتهيمن هذه الجينات على ظهور النمش، أي أنه وفي حال امتلاك
أحد الوالدين لهذه الصفة سترجح هذه الصفة وتظهر لدى الابن. كما تؤثر
البيئة في حجم النمش ولونه ونمطه، فيؤدي مثلً التعرض لأشعة الشمس إلى
ظهور المزيد من النمش.
الشعر المجعد نلاحظ اختلاف شكل وطبيعة الشعر من شخص إلى آخر، وتميل معظم
الفتيات إلى تغيير شكل شعرهن من المسترسل إلى المجعد أو المموج والعكس.
فما السبب الذي يؤثر في طبيعة الشعر! تجعل بصيلات الشعر المستديرة الشعر
مسترسلًا، بينما يظهر الشعر المجعد لدى أصحاب بصيلات الشعر المسطحة أو
الهلالية الشكل، ولبصيلات الشعر البيضوية الدور في ظهور الشعر المموج.
المسؤول عن اختلاف شكل بصيلة الشعر بين الأشخاص هو الصفات الوراثية ،
وغالبًا لا يمكن التنبؤ بأنماط الوراثة الخاصة به. وعادة ما تنتشر أنماط
معينة بشكل كبير في منطقة جغرافية معينة، فعلى سبيل المثال، ينتشر الشعر
المجعد بين الأفارقة ويكون نادر الظهور عند الآسيويين والأوروبيين، أما
المسترسل منه فيظهر عند الآسيويين بكثرة، وهكذا.
الغمازات تظهر الغمازة على أحد الخدين أو كليهما. يولد بعض الناس بغمازة
لكنها تختفي مع التقدم بالعمر، بينما تتطور وتكبر وتبرز عند آخرين. وعادة
ما تظهر الغمازة منذ الولادة عند الأطفال، إلا أنه لا يمكن التنبؤ
بوجودها لاحقًا، وفي الأغلب يتحكم جين واحد بظهورها إلا أنها تتأثر
بالجينات الأخرى أيضًا. 3
الاضطرابات الوراثية
تؤدي بعض الخصائص الموروثة إلى اضطرابات وراثية، فيمكن أن تسبب طفرة ما
في جين واحد بعض الأمراض مثل فقر الدم المنجلي وأمراض أخرى مختلفة. وتعزى
الإصابات الأخرى إلى تفاعل العديد من الجينات المختلفة التي تجعل الفرد
عرضة للعديد من الأمراض بما في ذلك السرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط
الدم والسكري والتهاب المفاصل والسمنة. وعلى الرغم من أن تحكم الجينات
والمورثات في ذلك، تلعب البيئة دورًا في تطور هذه الأمراض أي أنه يمكن
للأفراد اتخاذ خطوات معينة لتقليل مخاطرها.4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق