الخميس، 2 يناير 2020

فن الباليه .. حين تنطق الأجساد فنًّا 💝

كانت بدايات فن الباليه خلال عصر النهضة في إيطاليا في القرن الخامس عشر،
في حفلات الزفاف والمناسبات الأخرى التي تقام في قصور النبلاء، حيث كان
مدرسو الرقص يعملون على تدريب النبلاء على خطوات الرقص بمرافقة الآلات
الموسيقية. انتشار فن الباليه في مختلف أنحاء أوروبا في القرن السادس عشر
كانت كاثرين دي ميديتشي Catherine de Mediciكانت بدايات فن الباليه خلال
عصر النهضة في إيطاليا في القرن الخامس عشر، في حفلات الزفاف والمناسبات
الأخرى التي تقام في قصور النبلاء، حيث كان مدرسو الرقص يعملون على تدريب
النبلاء على خطوات الرقص بمرافقة الآلات الموسيقية.

انتشار فن الباليه في مختلف أنحاء أوروبا

في القرن السادس عشر كانت كاثرين دي ميديتشي Catherine de Medici إحدى
النبيلات الإيطاليات وزوجة ملك فرنسا هنري الثاني هي الراعية لفن الباليه
في فرنسا، إذ كانت هي المسؤولة عن إقامة المهرجانات التي تشمل الشعر
والموسيقى والرقص وغيرها من النشاطات الفنية التي ساهمت بنمو فن الباليه،
إلى أن تمّ افتتاح أول أكاديمية للرقص في فرنسا بحلول العام 1661.

وحتى منتصف القرن الثامن عشرغالباً ما تمّ تضمين الأوبرا الفرنسية لعروض
الباليه، إلى أن قرر سيد الباليه الفرنسي جان جورج نوفر Jean Georges
Noverre العمل على جعل الباليه فناً قائماً بذاته.

خلال القرن التاسع عشر أصبحت مدينة سان بطرسبرغ هي المركز الرئيسي لفن
الباليه بدعمٍ كبير من القيصر الروسي الذي أولى اهتماماً كبيراً لتدريب
الراقصين والراقصات على الرغم من الشعور السائد بكون فن الباليه هو فن
أوروبي غربي مستورَد.

ويُعتَبَر الأسلوب الإيطالي الذي كان يدرسه إنريكو تشيشيتي Enrico
Cecchetti والفرنسي الذي يدرسه كريستيان جوهانسون Christian Johansson
هما أساس مدرسة الباليه الروسية التي ما لبثت أن أصبحت المهيمنة خلال
القرن العشرين.

أشهر عروض الباليه في التاريخ

بحيرة البجع Swan Lake

تعد واحدة من أشهر عروض الباليه على الإطلاق، حيث قام بالتأليف الموسيقي
المؤلف الغني عن التعريف بيوتر تشايكوفسكي Pytor Tchaikovsky عام 1875،
ولطالما أُعيد إنتاجها وعرضها منذ تقديمها للمرة الأولى عام 1877 للمرة
الأولى على مسرح البولشوي في موسكو.

تدور الأحداث حول الأمير سيغفريد Siegfried الذي يصادف فتاةً جميلة يرى
فيها حبّ حياته عندما كان يصطاد بمحاذاة البحيرة، إلّا أن هذه الفتاة
أوديت Odette كانت مسحورة بفعل تعويذةٍ مروعة ألقاها عليها الساحر فون
روثبارت Von Rothbart لتصبح ملكة البجع، بسبب هذه التعويذة كانت أوديت
وصديقاتها يتحولن في النهار إلى بجعات تسبح في البحيرة وخلال المساء يعدن
لطبيعتهن البشرية.

جيزيل Giselle

قام أدولف آدم بتأليف هذا العمل وتمّ عرضه للمرة الأولى عام 1841 في
Salle Le Peletier في باريس. أدت حينها راقصة الباليه الإيطالية كارلوتا
غريسي Carlotta Grisi شخصية جيزيل الدور الرئيسي في القصة، وهي امرأة
شابة وقعت في حب الدوق ألبريشت Duke Albrecht، هذا ما أصابها بصدمة كبيرة
أودت بحياتها لعلمها المسبق باستحالة مستقبلهما معاً.

روميو وجولييت Romeo and Juliet

المأخوذة عن رواية للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير William Shakespeare
أبرز الكتاب حتى عصرنا هذا، أما الموسيقى فهي من تأليف سيرجي بروكوفييف
Sergei Prokofiev ورقصات الباليه تم تصميمها لأول مرة من قبل إيفو
فانا-بسوتا Ivo Váña-Psota، حيث كان العرض الأول عام 1938 على مسرح ماهن
في تشيكوسلوفاكيا.

من منا لم يسمع بقصة روميو وجولييت اللذان عانيا مرارة الحب بسبب
النزاعات القائمة بين عائلتيهما، هذا ما شكل حجر عثرة في وجه هذا الحب،
إلى أن قررا إنهاء حياتيهما سويةً رفضاً لهذا الواقع المفروض عليهما.

الأميرة النائمة The Sleeping Beauty

من غير المستغرب كون هذا العمل من تأليف المؤلف الكبير تشايكوفسكي، في
حين أن العمل مستوحى من قصة كتبها تشارلز بيرولت Charles Perreault. تم
إنتاج هذه الباليه للمرة الأولى عام 1890 وكانت من تصميم ماريو بيتيبا
Marius Petipa، حيث تم العرض على خشبة مسرح مارينسكي الإمبراطوري
Imperial Mariinsky في مدينة سان بطرسبرغ في روسيا.

دون كيشوت Don Quixote

عرض الباليه هذا مأخوذ من قصة للكاتب ميغيل دي سرفانتس Miguel de
Cervantes تحمل الاسم نفسه، قام لودفيج مينكوس Ludwig Minkus بالتأليف
الموسيقي أما تصميم الرقصات فكان من نصيب ماريوس بيتيبا.

كان دون كيشوت شاباً حالماً رومانسياً يعيش في عالمه الخيالي المليء
بالمغامرات، حيث يعمل جاهداً للبحث عن حبيبته دولسينا معتقداً بأنّه أحد
الفرسان.

سندريلا Cinderella

تمّ العرض الأول لهذه الباليه في أربعينيات القرن الماضي، وبالتحديد عام
1945 على مسرح البولشوي في موسكو. كان سيرجي بروكوفييف Sergei Prokofiev
المسؤول عن تأليف موسيقى العرض، وروستيسلاف زاخاروف Rostislav Zakharov
المسؤول عن تصميم الرقصات، في حين أنّ دور البطولة كان من نصيب غالينا
أولانوفا Galina Ulanova.

تروي هذه القصة التي كتبها تشارلز بيرلوت Charles Perreault، حياة
سندريلا الفتاة الجميلة التي تعاني الكثير من الذل والإهانة على يد زوجة
أبيها وابنتيها. ولا تلبث أن تنقلب حياتها رأساً على عقب عندما تقرر
الذهاب بمساعدة إحدى الجنيات إلى الحفلة التي يقيمها الأمير ليختار
عروسًا له من بين الحاضرات.

La Bayadere

صمم ماريوس بيتيبا عرض الباليه هذا مضيفاً إياه إلى مجموعة أعماله
المبدعة، في حين أن التأليف الموسيقي كان من نصيب لودفيج مينكوس. تمّ
العرض الأول في مدينة سان بطرسبرغ عام 1877.

أما القصة فتدور حول راقصة المعبد نيكيا Nikiya وحبيبها المحارب سولور
Solor اللذان أقسما أن يبقيا مخلصان لبعضهما البعض مهما كانت الظروف، إلى
أن يتدخل براهمين الكاهن الأعظم في المعبد الذي كان واقعاً في حب نيكيا
من طرفه فقط ليفسد قصة حبهما الجميلة.

La Sylphide

واحدة من أقدم عروض الباليه الرومانسية، عُرضت أول مرة في باريس عام
1832، حيث قام فيليبو تاغليوني Filippo Taglioni والد راقصة الباليه
الشهيرة ماري تاغليوني Marie Taglioni بتصميم الرقصات، في حين أن جان
مادلين شنيتسهوفر Jean-Madeleine Schneitzhoeffer قام بالتأليف الموسيقي.

يروي العرض قصة الشاب جيمس، وهو شاب في مقتبل العمر وعلى وشك الزواج، إلى
أن يقع في حب سيلف وهي روح أسطورية وينتهي بهما الأمر إلى مصيرٍ مأساوي.

كسارة البندق The Nutcracker

واحدة من أكثر عروض الباليه شهرةً على الإطلاق، غالباً ما ترتبط في
أذهاننا بعيد الميلاد، يعرفها ويستمتع بها الكبار والصغار، حيث عُرِضَت
للمرة الأولى قبل أسبوع من عيد الميلاد عام 1892 على خشبة مسرح ماريانسكي
الإمبراطوري في سان بطرسبرغ. قام كل من بيتيبا وليف إيفانوف Lev Ivanov
بتصميم الرقصات، أما التأليف الموسيقي لتشايكوفسكي.

تتمحور القصة حول الفتاة الصغيرة كلارا التي تتقلص إلى حجم الفأر، في ذلك
الوقت تنشب حرب بين الفئران بقيادة ملكهم وكسارة البندق الخاصة بكلارا.

Coppélia

تم عرض هذه الباليه للمرة الأولى عام 1870 في باريس، قام آرثر سانت ليون
Arthur Saint-Léo بتصميم الرقصات، والتأليف الموسيقي لليو ديليبس Léo
Delibes.

هذا العرض كلاسيكي مثله مثل عرض كسارة البندق، يروي العرض قصة الشاب
فرانز الذي يقع في حب دمية ميكانيكية صنعها الدكتور كوبيليوس، إلّا أنها
بحاجة إلى تضحية بشرية لتصبح هذه الدمية نابضةً بالحياة.

هذه كانت لمحة سريعة عن أهم الأعمال والعروض منذ انطلاقة فن الباليه،
فمعظم هذه الأعمال يُعاد إنتاجها وعرضها حتى بومنا هذا في أهم مسارح
العالم نتيجة لتميزها وعراقتها  وغناها الفني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق