الخميس، 2 يناير 2020

هل يُعتبر هروب كارلوس غصن صفعة مزدوجة لليابان ..

هروب على طريقة الأفلام الهوليودية ذلك الذي قام به كارلوس غصن، المدير
العام السابق لشركة رينو- نيسان المشتركة وأحد كبار رجال الأعمال، فبعدما
تم فرض الإقامة الجبرية عليه في اليابان بسبب إدانته في قضايا تتعلق
بأمور مالية على رأسها التهرب الضّريبي، تفاجأ العالم بتواجده في بيروت –
لبنان ! وبطبيعة الحال شكل ذلك صدمة كبيرةهروب على طريقة الأفلام
الهوليودية ذلك الذي قام به كارلوس غصن، المدير العام السابق لشركة رينو-
نيسان المشتركة وأحد كبار رجال الأعمال، فبعدما تم فرض الإقامة الجبرية
عليه في اليابان بسبب إدانته في قضايا تتعلق بأمور مالية على رأسها
التهرب الضّريبي، تفاجأ العالم بتواجده في بيروت – لبنان !

وبطبيعة الحال شكل ذلك صدمة كبيرة للمعنيين بالأمر من الجانب الياباني،
وجعل الكثير من علامات الاستفهام تطرح حول هذه العملية التي اعتبرتها
السلطات اليابانية خطوة جبانة، فيما اعتبرها آخرون حركة شجاعة وجريئة
جدًا، وإحدى نماذج الهروب الدولي لرجال الأعمال. فمن هو كارلوس غصن؟ وكيف
استطاع النفاذ من قبضة السلطات اليابانية بهذه الطريقة التي لفتت أنظار
العالم ؟

من هو كارلوس غصن؟

كارلوس غصن، رجل أعمال.

في الواقع عندما نتحدث عن كارلوس غصن فإننا نتحدث عن طفرة في عالم
الإدارة التنفيذية والتسيير، فهو رجل أعمال لبناني حامل للجنسية
البرازيلية والفرنسية، اشتُهر بترأسه مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية
لشركتي رينو ونيسان وبترأسه مجلس الإدارة لشركة ميتسوبيشي موتورز، كما
شغل منذ سنة 2013 رئاسة مجلس الإدارة التنفيذية لشركة افتوفاز الروسية
لصناعة السيارات، وهو واحد من كبار المسيرين العالميين وأحد عمالقة
الإدارة، ولقد استفادت منه حقًا جميع الشركات التي ترأسها وهذا خير دليل
على حنكته التسييرية والإدارية.

نيسان، رينو، ميتسوبيشي. أحد أهم التحالفات في صناعة السيارات

في شهر نوفمبر 2018، قامت السلطات اليابانية بإلقاء القبض على كارلوس غصن
في العاصمة طوكيو قصد استجوابه بخصوص مخالفات في مواضيع تتعلق بالمال
والأعمال، وبعد أيام تمت إقالته من إدارة الشركة NISSAN بسبب تهربه
الضريبي حسب ما أقرته السلطات اليابانية.

وبعد أخذ ورد، تم إطلاق سراحه مع بقائه تحت الرقابة القضائية. غير أن
السلطات اليابانية تفاجأت بهروبه إلى لبنان في رحلة أثارت جدلًا واسعًا
حول كيفية هروبه والطريقة التي جعلته يفر من اليابان بعدما كان خاضعًا
للرقابة.

تفاصيل الهروب وهدية رأس السنة 2020!

هروب كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان هو حتما سيكون بالنسبة إليه أفضل
هدية للسنة الجديدة

هروب خطر ومثير قام به كارلوس غصن باتجاه لبنان، إذ لم تكن تلك الرحلة
غاية في السهولة، وحتمًا هي أهم طلعة جوية لكارلوس غصن والتي لن ينسى
تفاصيلها، فلقد بدأت رحلته في طوكيو بالسيارة نحو المطار، ليصعد طائرة
خاصة من طراز Bombardier Global Express توجهت مباشرة نحو تركيا، هذه
الطائرة كانت قد أقلعت الساعة 23:00 يوم الأحد الماضي.

وصلت الطائرة إلى تركيا حوالي 05:15 بتوقيت تركيا بعد 12 ساعة طيران دون
توقف، ليركب طائرة أخرى فور وصوله ويتجه مباشرة نحو لبنان.

مسار الرحلة كما يظهر في موقع Flight radar 24 من اليابان إلى تركيا

هذه التفاصيل تم أخذها من الموقع الشهير والمتخصص في تتبع حركة الطائرات
والرحلات الجوية حول العالم، Flight Radar 24 وقد ظهرت عليه طائرة كارلوس
غصن وقد شقت الغيوم الروسية باتجاه تركيا. ويعتبر هذا الموقع من أشهر
المواقع التي تقدم تفصيلات مهمة حول جميع الرحلات الجوية حول العالم
وبشكلٍ مباشر.

جاء هذا الهروب في أواخر أيام سنة 2019 ولعله أفضل هدية تلقاها كارلوس
غصن بحلول العام الجديد 2020 والذي حتمًا سيكون صفحة جديدة في حياة هذا
الشخص الذي قدم الكثير في اليابان وغيرها، كما أن تصريح السلطات
اللبنانية بعدم متابعة غصن أو اعتقاله، يجعل الصفعة مزدوجة للسلطات
اليابانية التي اعتبرت في الكثير من تصريحاتها أن هذا الهروب ما هو إلا
تصرف جبان.

وراء كل هروبٍ عظيم امرأة !

كارول غصن، زوجة كارلوس غصن الثانية.

اعتُبر هروب كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان عند الكثيرين عملًا خارقًا
وبطوليًا، وحتمًا ومن دون شك فإن هذا الهروب هو أمر دُبِّر بعناية،
وبالطبع هناك أيادٍ كثيرة قد ساعدته على تنفيذ هذه العملية بنجاح، ولعل
أبرز شخص ساهم في ذلك هو زوجته حسب ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام
ومواقع التواصل الاجتماعي.

كارول غصن هي الزوجة الثانية لكارلوس غصن، لبنانية وحاملة للجنسية
الأمريكية، يُعتقد أن لها يدٌ مباشرة في نجاح فرار زوجها، فهي كانت قد
خضعت للاستجواب بسبب اتهام زوجها بصرف ما لا يقل عن 57 ألف دولار سنة
2016 في حفل زواجهما والذي تم في قصر فيرساي.

تم استجوابها بداية 2019، ومع توقيف زوجها لمرة ثانية وظهور أخبار تتعلق
بتحقيق دولي في نشاطها المالي بناءً على طلب من اليابان، سافرت كارول من
اليابان إلى فرنسا، وهناك باشرت حملة الإفراج عن كارلوس، حيث التقت مع
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون باعتبار زوجها مواطنًا فرنسيًا. كما
توجهت كذلك للولايات المتحدة الأمريكية وطلبت من دونالد ترامب التدخل من
أجل مساعدة زوجها، باعتبارها مواطنة أمريكية واحدى سيدات الأعمال هناك.

تحركات ثقيلة قامت بها كارول غصن في سبيل مساعدة زوجها، وحتمًا إن هذه
التحركات لم تكن عبثية، لا سيما أننا نتحدث عن أحد كبار التسيير الإداري
وأحد رجال الأعمال الذين لهم وزنٌ دولي.

قصص من نفس النوع

هروب كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان يجعلنا نستحضر مجموعة من العمليات
المشابهة، والتي كان الهروب هو العنصر الرئيسي فيها:

سنودن وقضية وكالة الأمن القومي

بعد أن قدم إدوارد سنودن حقائق وأدلة حول تجسس السلطات الأمريكية من أجل
مراقبة الجماهير، وُجِّهت إليه تهم متعددة كالتجسس والسرقة الرقمية، جعله
ذلك يفر إلى هونغ كونغ ثم إلى روسيا التي منحته حق اللجوء السياسي.

جوليان أسانج وقضية ويكيليكس

لطالما كان جوليان أسانج أبرز المطلوبين على طاولات الكثير من الدول وعلى
رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما نُشر على موقعه وعلى مرّ سنوات
الكثير من المستندات والوثائق السرية والهامة، فبعد اللجوء إلى سفارة
الإكوادور في لندن تم توقيفه بعد رفع السلطات الإكوادورية الحماية عنه.

دالاي لاما وحكومة المنفى

فرَّ دلاي لاما إلى الهند هاربًا من الصين وأسس حكومة التيبت في المنفى
وترأسها حتى تقاعده، وذلك بعد أن قامت الصين بغزو التيبت سنة 1959.

كارلوس غصن وبغض النظر عن التهم الموجهة إليه، لفت أنظار الجميع حول
العالم بهروب على طريقة الأفلام، وحتمًا ستقدم الأيام القادمة تفاصيلًا
كثيرة، لأنه لا يمكن توقع أن مسيرة هذا الرجل ستختتم بهروب نحو لبنان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق