الأربعاء، 29 يناير 2020

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020 يحتفل بمئوية فريد شوقي

احتفل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020 في دورته الـ 51، بمئوية الفنان
فريد شوقي، وذلك من خلال ندوة أُقيمت بالمقهى الثقافي بالمعرض، ضمت ابنتي
الراحل؛ المخرجة عبير فريد شوقي والفنانة رانيا فريد شوقي، بحضور الفنان
القدير سمير صبري، وأدار الندوة صفوت دسوقي. في البداية تحدّث سمير صبري
عن ذكرياته مع فريد شوقي، من خلال الأعمالاحتفل معرض القاهرة الدولي
للكتاب 2020 في دورته الـ 51، بمئوية الفنان فريد شوقي، وذلك من خلال
ندوة أُقيمت بالمقهى الثقافي بالمعرض، ضمت ابنتي الراحل؛ المخرجة عبير
فريد شوقي والفنانة رانيا فريد شوقي، بحضور الفنان القدير سمير صبري،
وأدار الندوة صفوت دسوقي.

في البداية تحدّث سمير صبري عن ذكرياته مع فريد شوقي، من خلال الأعمال
التي جمعتهما – وهي ما يقرب من 20 فيلم سينمائي – وكذلك عن المواقف
الإنسانية التي حدثت بينهما، قائلًا إن العمل مع "شوقي" كان متعة المتع
لأي فنان: "وبالنسبالي أنا بالذات، كانت السعادة كلها في العمل مع فريد
شوقي"، موضحًا أن الراحل كان يتمتع بخفة ظل غير عادية وابتسامة دائمة لا
تفارق وجهه.

ندوة فريد شوقي بمعرض القاهرة للكتاب 2020

أضاف "صبري" أن "شوقي" أو وحش الشاشة كما أُطلق عليه، أدى في بدايات عمله
بالسينما أدوار الشر، واتخذ خطًا مختلفًا ومميزا فيها عن أدوار الشر التي
يؤديها الفنانون محمود المليجي وزكي رستم ومحمود إسماعيل، موضحًا أن فريد
شوقي كان يؤدي أدوار الشر بخفة ظل وأداء كوميدي، ثم تمرّد بعد فترة على
تلك الأدوار؛ عندما اتجه للإنتاج السينمائي.

تابع سمير صبري، أن أول إنتاج سينمائي لفريد شوقي كان فيلم "الأسطى حسن"،
الذي نجح نجاحًا كبيرًا وقدّم فيه "شوقي" الصراع ما بين الطبقة الكادحة
وطبقة الأغنياء، وتوالت بعدها أفلامه التي أنتجها وتركت بصمة في تاريخ
السينما المصرية، مثل "جعلوني مجرما" و"كلمة شرف"؛ وأصبح من بعدها صاحب
لقب "ملك الترسو"؛ الذي يقدم الحياة الاجتماعية المصرية في أفلامه.

سمير صبري ورانيا وعبير فريد شوقي في معرض الكتاب 2020

في سياق منفصل، حكى "صبري" أن وحش الشاشة أبدى له إعجابه الشديد بتمثيل
الفنان زكي رستم، وروى فريد شوقي له موقفًا طريفًا جمعه بـ "رستم" أثناء
تصوير فيلمهما "الفتوة"، إذ كان هناك مشهد يُغلق فيه "رستم" باب ثلاجة
الفاكهة الكبيرة على "شوقي"، وبالفعل دخل فريد شوقي الثلاجة وبعد انتهاء
مشهده خرج منها، ووقف خلف الكاميرا يتابع تمثيل زكي رستم في انبهار
واستمتاع شديدين، وفوجىء فريد شوقي بـ "رستم" يوقف تصوير المشهد قائلا:
"ستووب.. إنت إزاي خرجت من جوة التلاجة وواقف قدامي وعايزني اندمج؟ إرجع
تاني جوة التلاجة"، وبالفعل أعادوا تصوير المشهد وعاد وحش الشاشة إلى
ديكور الثلاجة.

من ناحية أخرى، أكد سمير صبري أن فريد شوقي أيقن في إحدى مراحل عمله
بالسينما، أنه لن يظل يؤدي أدوار فتى الشاشة الأول كثيرًا، وعليه أن
"يغيِّر جلده" ويتماشى مع الزمن ومتغيراته، فقدّم ملك الترسو مجموعة من
الأفلام الكوميدية وهو اللون الجديد عليه، مثل أفلامه "صاحب الجلالة"
و"30 يوم في السجن"، وفي مرحلة لاحقة ومع تقدمه في العمر، اتجه فريد شوقي
لأدوار الأب ولم يكن هو بطل الفيلم، ولكنه قدم أداءً رائعًا للأب في أكثر
من عمل، أبرزهم أفلام "يارب ولد، الموظفون في الأرض، الغول، شاويش نص
الليل، وبالوالدين إحسانا".

سمير صبري يتحدث عن فريد شوقي بمعرض الكتاب 2020

أما عن عمله مع فريد شوقي، يحكي سمير صبري أنه سانده كثيرًا في بداياته
الفنية، موضحًا أن فيلمهما "وبالوالدين إحسانا" لم يكن مرشحًا له في
البداية، ولكن أصر وحش الشاشة على أن يؤدي الدور "صبري"، وظهر بشخصية
ابنه في الأحداث، ولم يكن فريق العمل مقتنعًا بأنه سيؤديه جيدًا، ومع
تصوير أول مشهد جمعه بفريد شوقي، أتقن "صبري" الدور ببراعة؛ جعلت "شوقي"
يصفّق له ويحييه بعد انتهاء تصوير المشهد.

وعن المواقف الإنسانية التي جمعتهما، يحكي سمير صبري أن منزل فريد شوقي
كان يجمع كل أهل الفن، في أي وقت وطوال الـ 24 ساعة، مشيرًا إلى أنه
سانده في الأفلام التي أنتجها بعد ذلك، وعندما كوّن "صبري" فرقة
استعراضية وفنية تقدم عروضها في أشهر الفنادق؛ كان وحش الشاشة يهتم بأن
يُرسل إليه كبار الشخصيات لحضور عروض فرقته.

أما ابنته الصغرى رانيا فريد شوقي؛ فتقول عن والدها إنه لم يبخل على بيته
ولا بناته بأي شيء، مؤكدة أنها فخورة كونها ابنة هذا الرجل، قائلة: "من
نعم ربنا الكتيرة علي إنه إداني أب زي فريد شوقي"، موضحة أنه لم ينجب
ولدًا وكان يُطلق عليه "أبو البنات"، مشيرة إلى أنه لم يندم لحظة واحدة
على عدم إنجابه ذكرًا.

لفتت إلى أنه أعطاها أول فرصة للتمثيل من خلال فيلم "آه وآه من شربات"،
الذي أنتجه لها وشاركها التمثيل فيه وظهر كذلك في دور أبيها؛ مضيفة أنه
بالرغم من تعاملها معه بسلاسة في الواقع كوالدها؛ إلا أنها عندما وقفت
أمامه كممثلة لأول مرة، شعرت بالرعب والخوف الشديدين، قائلة إن الوقوف
أمام فريد شوقي في التمثيل له رهبة كبيرة.

في نفس السياق، تابعت رانيا أنها ذات مرة طلبت نصيحته بشأن مشهد في
الفيلم، فكان رده أن تتوجه للمخرج لتسأله لأنه رب العمل، قائلًا لها:
"أنا هنا مُنتج، والمركب اللي فيها ريّسين بتغرق"، مشيرة إلى أنها
استفادت منه كثيرًا وتعلمت منه الالتزام، مضيفة أنه علّمها درسًا لا
تنساه، بقوله لها إنه يمكن للممثل أن يُعدّل في سيناريو العمل الفني قبل
بدء التصوير، ولكن عندما يبدأ التصوير بالفعل؛ لا يحق للممثل أن يُعدّل
حرفًا.

في سياق متصل، روت موقفًا يؤكد التزام فريد شوقي بالاتفاق الذي يُبرمه مع
المخرجين أو أي فرد في العمل الفني، إذ تحكي أنه كان يُنتج فيلمًا ولم
يكن مرتاحًا للمخرج وكان يضايقه في بعض الأمور، مشيرة إلى أنها هي
ووالدتها وأخواتها طلبوا منه الاعتذار عن تكملة الفيلم، ولكنه رد عليهم
بأنه لا يمكن أن يفعل ذلك لأنه اتفق على الفيلم، ولن يرجع عن اتفاقه أو
كلمته التي أعطاها لفريق العمل مهما حدث.

من جهة أخرى، قالت رانيا فريد شوقي إن والدها كانت تربطه صداقة وعلاقات
طيبة مع كل الفنانين ومن كل الأجيال، بدءًا من أساتذته الكبار مرورا
بزملائه، وحتى الفنانين الشباب الذين جاؤوا من بعده، مضيفة أنه كان يتمتع
بروح شابة وحس كوميدي، مؤكدة أنها تعتبره "أكاديمية فنون"، نظرًا لأنه
عمل كممثل سينمائي وتلفزيوني ومسرحي، وأيضًا مؤلف ومنتج ومخرج.

وبالنسبة لابنته عبير فريد شوقي، أشارت إلى أنها تعتبره شخصًا غير عادي،
موضحة أنها تربت في بيت مليء بالفنانين، لافتة إلى أن والدها كان يهتم
دومًا بأن تخدم أفلامه المجتمع والشعب ككل، موضحة أن هناك عدد من أفلامه
أدت لتعديلات في القوانين المصرية، مثل فيلم "جعلوني مجرمًا" الذي بسببه
أُلغيت السابقة الأولى للمجرم في حالات محددة، وكذلك فيلم "كلمة شرف"؛
الذي بسببه أصبح يُسمح للسجين بالخروج لزيارة أهله وذويه بضوابط معينة.

عبير فريد شوقي تتحدث عن والدها في معرض الكتاب 2020

أردفت عبير أن الفنان أحمد زكي كان يُطلق على والدها لقب "رئيس جمهورية
التمثيل في مصر"، مشيرة إلى أنها تتذكر والدها في حديقة منزله، وهو يعلّم
"زكي" رياضة الملاكمة، لافتة إلى أن فريد شوقي كان يمارس تلك الرياضة في
شبابه، مستطردة أن والدها كان يحب الرياضة، وكان يمارس لعبة الشيش وكرة
القدم، وكان من أكبر مشجعي النادي الأهلي المصري.

يُذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، بدأت فعاليات دورته الـ 51
يوم الخميس 23 يناير، ومستمر حتى يوم 4 فبراير، ويقام في مركز مصر
للمؤتمرات والمعارض الدولية، بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، تحت شعار
"مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وشخصية المعرض لهذا العام هي المفكر جمال
حمدان، وضيف شرف تلك الدورة هي دولة السنغال، وتُقام خلاله أكثر من 900
فعالية متنوعة، في الأدب والفنون والثقافة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق