هناك من يغفل كثيرًا عن هذه النقطة ولايعيرها أي اهتمام ما دام يفهم خطه
ويجيد قراءة ما يكتبه. لكن، سنحاول أن نقدم هنا أهم الأسباب التي ستدفعك
إلى التفكير جديًّا في تحسين خطك خلال هذه العطلة.مع بداية العطلة
الصيفية، يبحث الطلاب على أهم الأمور التي يمكن القيام بها من أجل
استغلال جيدٍ للعطلة، فهناك من يفضل تعلم اللغات أو تطوير المهارات…حسب
اهتماماته وما يحتاجه. هنا، من خلال هذا الموضوع سنحاول أن نهتم بأمرٍ قد
يهمله البعض، وهو الكتابة اليدوية وتحسين الخط ؛ فهناك من يغفل كثيرًا عن
هذه النقطة ولايعيرها أي اهتمام ما دام يفهم خطه ويجيد قراءة ما يكتبه.
لكن، سنحاول أن نقدم هنا أهم الأسباب التي ستدفعك إلى التفكير جديًّا في
تحسين خطك خلال هذه العطلة.
الخط والذاكرة
مما هو متعارف عليه، فالشق الأيمن من الدماغ يهتم بالذاكرة التصويرية
والإبداع البصري، لهذا، فقد يثير اهتمامه كل تنظيم متناسق أو كل ترتيب
يحترم معايير الإبداع في مختلف ما قد تراه العين. يشمل ذلك الخط
والكتابة، فالعقل له قدرة أكبر على تذكر جمل مكتوبة بطريقة مفهومة وجميلة
أكثر من كتابة صعبة الفهم، كما أن المجهود المبذول في قراءة جمل واضحة
أقل بكثير من ذاك المبذول من أجل "تشفير" جمل مبهمة.
وبالتالي، فالاهتمام بتحسين خطك إن كنت تراه صعب القراءة أو تجميله إن
كنت تريد جعله مميزًا، يعتبر من بين الأمور التي قد تساعدك في تسهيل
عملية المذاكرة خاصة تلك التي تعتمد على الحفظ.
الكتابة والقراءة
هناك علاقة مباشرة بين القراءة والكتابة، فهناك أبحاث تثبت أن الأطفال
مثلًا الذين لايكتبون جيدًا يواجهون عسرًا في القراءة وفهم نصوص كاملة.
والأمر قد يستمر بطريقة غير مباشرة حتى بعد أن يكبر هذا الطفل. لهذا،
فأهمية الكتابة الجيدة قد تنعكس على مستوى القراءة والفهم، الأمر الذي
يدعم الفكرة السابقة والتي تخص علاقة الخط بالذاكرة.
إن تحسينك لخطك إذًا، سيساعدك على تقوية مهارات أخرى وسيؤثر بصفة مباشرة
على مستوى تفوقك في الفهم والقراءة والحفظ والتذكر…
طلبات العمل أو التدريب
باعتبارك طالبًا جامعيًّا، فأنت مُطالب من أجل الحصول على تدريبات أو
وظائف ما بعد التخرج أو منح دراسية… إلى كتابة ما يعرف برسالة الدافع أو
الحافز. في هذا الصدد، هناك مجموعة من الجهات والمؤسسات ممن تطلب إجبارًا
كتابتها يدويًّا وليس باستخدام برامج الحاسوب، وذلك حسب سياستها الداخلية
كون هذه الرسالة صورة معبرة عن صاحبها.
وبالتالي، فمادامت هذه الرسالة لها أهمية بالغة، يجب عليك أن تهتم بطريقة
كتابتها وتنظيمها وخطها كاهتمامك بمحتواها وأسلوبها. أي أن الشكل مهم
كالفحوى، لذا عليك أن تحسن خطك بشكلٍ يجعله مقروءًا وبارزًا للآخَر. وهنا
في هذه الحالة، المشغل أو المُتلقي ليس لديه الوقت الكافي ليضيعه في
محاولة فهم ما تكتبه.
الامتحان والعلامات !
هي نقطة كسابقتها، لكنها مهمة للغاية. خلال مسارك الدراسي، تظل
الامتحانات أهم ما قد تواجهه، فهي المحدد لعلاماتك الدراسية والتي تشكل
فارقًا أساسيًا في مجموعك السنوي وفي توجهك الدراسي. هنا، يجب أن تعلم أن
تنظيم الورقة والذي لطالما تحدثنا عنه في أراجيك لايُعنى فقط بالجانب
الجمالي وإنما أيضًا بوضوح الخط والقدرة على قراءته بسلاسة. فأحيانًا،
العسر في القراءة يجعل المصحح يهتم بفهم الكلمات المكتوبة دون تركيز جيد
على معناها ومحتواها، بل قد يفقد أعصابه إن وجد نفسه يبذل الكثير من
الجهد ويضع الكثير من الوقت لقراءة بضع جمل، خاصة إن كان الأمر يخص كتابة
مقالٍ طويل هو مطالب بإنهاءه. وبالتالي، قد يؤثر ذلك سلبًا على علامتك،
مهما كان الفحوى سليم وصحيح.
لتجنب الوقوع في مثل هذه المواقف، يجب أن تفكر في تحسين خطك وتضمن كونه
مفهومًا ومقروءًا.
خطك يُعَبر عنك
دراسة الخط أو ما يعرف ب Graphology هو علم يهتم بمعرفة وتحليل الشخصيات
من خلال الاعتماد على خط اليد، حيث يرجح أن هذا الأخير يمكن أن يستخدم
كمعيار محدد لأهم مكامنها ومميزاتها. وبالتالي، فالخط يمكن أن يتجاوز
كونه ترجمة بالقلم للأفكار أو المعلومات إلى ما أبعد من ذلك . وهذا يفسر
نوعًا ما سبب كتابة رسالة الحافز مثلًا باعتماد الخط اليدوي كونها يمكن
أن تشكل مستندًا أساسيًّا يخضع للتحليل والفرز وقد يخبر المشغل أو القارئ
بأكثر مما يحتوي.
لهذا، فالخط المنظم والمرتب لطالما كانت له دلالات إيجابية وانطباعات
جيدة على صاحبك. وإن تحسينه سيساعدك حتمًا في تمرير رسائل للقارئ تتعدى
ما تكتبه.
إذًا، ما دمت في العطلة، فما رأيك أن تُحسن خطك قليلًا؟ الأمر لن يتطلب
الكثير، ولربما تناولنا في موضوعٍ قادم نصائح عملية تساعدك على فعل ذلك…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق