السبت، 28 سبتمبر 2019

أغرب أفلام الجونة: Cunningham.. تجربة فريدة يجب أن تشاهد فى السينما

قبل عدة أيام، تم عرض أحد أغرب الأفلام، وأكثرها تفرداً فى مهرجان
"الجونة" السينمائي، الفيلم هو "Cunningham" وهو فيلم وثائقي ثلاثي
الأبعاد، عن حياة "ميرس كاننينجهام"، أحد أشهر الراقصيين ومصصممي
الرقاصات، فى التاريخ الأمريكي الحديث، والذي استمر نجاحه لما يقرب من
خمسين عاماً. أقرأ أيضًا: في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة .. نساء
العالم يروينقبل عدة أيام، تم عرض أحد أغرب الأفلام، وأكثرها تفرداً فى
مهرجان "الجونة" السينمائي، الفيلم هو "Cunningham" وهو فيلم وثائقي
ثلاثي الأبعاد، عن حياة "ميرس كاننينجهام"، أحد أشهر الراقصيين ومصصممي
الرقاصات، فى التاريخ الأمريكي الحديث، والذي استمر نجاحه لما يقرب من
خمسين عاماً.

أقرأ أيضًا: في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة .. نساء العالم يروين
قصصهن بكل اللغات

ما سبب تفرد الفيلم؟

السائد فى الأفلام الوثائقية، إن أهميتها تأتي من الموضوع الذي تناقشها،
وليس من حرفية وتميز صناعة الفيلم نفسه، بعكس الأفلام الروائية.

"ألا كوفجان"، مخرجة الفيلم هنا، نجحت فى تحقيق الشيئين، تقديم بورترية
عن حياة فنان له أثره فى التاريخ المعاصر، وصنع فيلم، هو تجربة فنية
بديعة، قائمة بحد ذاتها.

شكل السرد

من أهم أسباب تفرد الفيلم واختلافه عن الأفلام الوثاقية المعتادة، التي
تعتمد فى الغالب على مشاهد حوار يتم التقطيع بينها، لإعطاء حالة ومعلومات
للمشاهد، فأن "ألا" هنا، قررت ألا تقوم بتسجيل أي حوارات جديدة، واعتمدت
على اللقطات الأرشيفية الموجودة لكانينجهام، سواء كانت مشاهد حوارية
مسجلة أو لقطات له، وهو يقوم بتدريب الراقصين على الرقصات.

تم دمج هذه المشاهد الأرشيفية، مع مشاهد تم تصويرها خصيصاً للفيلم، هذه
المشاهد هي إعادة تخيل لأشهر الرقصات التي قام كانينجهام بخلقها، وفي
خلفية هذه اللقطات، يظهر صوت فى الخلفية، لكانينجهام أو لأحد شركائه
(أصوات مسجلة قديمة كذلك)، ليوضح الصوت فلسفة كانينجهام فى الرقص، وفى
الفن عموماً.

تجربة بصرية ساحرة

لقطات الإستعرضات التي صورتها ألا هي حالة بصرية ساحرة للمشاهدة، لأنها
لم تصور فى مسرح أو استديو مغلق، بل إنها استمدت من كل رقصة قصة وحكاية
ومختلفة، وبذلك فأن لكل قصة،حالة مختلفة ومكان مختلف، وملابس، وأسلوب رقص
مختلف.

أنواع وإيقاع الإستعرضات متنوعة، وأماكن التصوير تنوعت بين أماكن تصوير
طبيعة تغلب عليها، اللون الأخضر، أو فى الشوارع ليلاً، على البحر، فى
محطات القطار وبالطبع، أماكن خيالية مبهرة.

نحن أيضاً راقصون

اختيار التصوير والعرض الثلاثي الأبعاد، له مميزات كثيرة، فأولاً، هذا
أيضاً أمر غير تقليدي فى الأفلام الوثائقية، بل وحتى الأفلام الروائية
الغير التجارية.

لكن الميزة الأهم، هو أنه ساعد فى إشراكنا -كمشاهدين- داخل حالة الرقص
نفسها، وما زاد من حالة هذا التعايش، هو حركة الكاميرا المتناغمة أيضاً
مع حركة جسد الراقصيين، فالكاميرا ترقص أيضاً.

هذا أمر يفوق حتى أن نشاهد العروض حية، فنحن نتماهي مع حركة الراقصيين
كأننا نرقص معهم.

الموسيقى وشريط الصوت

شريط الصوت فى الفيلم فى غاية التميز والتعقيد كذلك، فهو يدمج بين أصوات
الحوار المسجل قديماً (والذي تم معالجته ورفع جودته بشكل يصعب تصديق أنه
قديم)، وبين الموسيقى التى ألفت قديماً للإستعرضات، وبين موسيقى تم
تصميمها خصيصاُ للفيلم، وأخيراً، فأن فى هناك لحظات كان كل ذلك يتوقف،
ولا نسمع سوي صوت حركات الرقص، بكل تفاصيلها، من حركة الأقدام على الأرض
أو حركات التبديل فى الهواء، بل وأيضاً، أصوات المكان الذي تحدث فيها
الرقصة أو القصة، صوت الهواء والرياح فى قصص الطبيعة، أو صوت السيارات فى
لقطات الشوارع، وغيرها الكثير.

بالطبع كل اختيارات فى شريط الصوت، ساهمت بشكل أكبر فى الإندماج
والتعايش، مثلها مثل التجربة البصرية، ليصبح الفيلم ككل تجربة بصرية
سماعية لا مثيل لها.

الرقص والفن

الحالة التي خلقتها "ألا" فى الفيلم، قادمة من الأساس من "كانينجهام"،
فهو راقص ومصمم رقصات مجدد و مبتكر، والفيلم أظهر فلسفته هذه، وطريقة
تفكيره الغير معتادة، فالرجل الذي يرى الرقص فناً، كان يرفض أن يلقب بلقب
الفنان أو المجدد أو اي كان، بل كان يفضل فقط أن يسمى بالراقص.

فى النهاية، فأن قيمة هذا الفيلم بقيمة الفنان الذي يتكلم عنه، وهو بلا
شك، تجربة لا مثيل لها، يصعب وصفه بالروائي أو حتى الوثائقى، هو أقرب
لكونه تجربة سريالية، ومن المؤكد، أن هذه التجربة، لن تكتمل إلا بمشاهدة
الفيلم فى السينما.

أقرأ أيضًا: فيلم ستموت في العشرين .. عن الخيط الرفيع الذي يفصل الموت عن الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق