لطالما حلمنا عندما كنا صغارًا بالذهاب والعيش في الفضاء الخارجي، ومن
منا لم تراوده أحلامٌ جنونية عن تحليقه بين الكواكب والنجوم!! ولمن لا
يعلم، فالرجل الحديدي إيلون ماسك يضع المريخ نصب عينيه ويخطط لبناء
مستعمرة للبشر على المريخ في أقرب وقت ممكن! لكن هذا ليس محور حديثنا
اليوم. يتمحور حديثنا اليوم حول آخر إنجازات الإدارة
The post سبع دقائق من الرعب تكللت بالنجاح بهبوط Insight على سطح
المريخ! appeared first on أراجيك .لطالما حلمنا عندما كنا صغارًا
بالذهاب والعيش في الفضاء الخارجي، ومن منا لم تراوده أحلامٌ جنونية عن
تحليقه بين الكواكب والنجوم!! ولمن لا يعلم، فالرجل الحديدي إيلون ماسك
يضع المريخ نصب عينيه ويخطط لبناء مستعمرة للبشر على المريخ في أقرب وقت
ممكن! لكن هذا ليس محور حديثنا اليوم.
يتمحور حديثنا اليوم حول آخر إنجازات الإدارة الوطنية للملاحة الجوية
والفضاء (ناسا)، بوصول مسبار الهبوط المريخي Insight بسلام إلى سطح
المريخ البارحة بعد أن عاش مهندسو وعلماء ناسا ومهووسي الفضاء حول العالم
7 دقائق من الرعب.
تكللت المهمة بنجاح البارحة بعد رحلة ستة أشهر ونصف استغرقتها المركبة،
حيث وصلت انسايت إلى قمة غلاف المريخ الجوي حوالي الساعة 3 بتوقيت الساحل
الشرقي، ومن ثم قامت المركبة بمخاطرة الهبوط على السطح ونفذت روتين هبوط
معقد قلل سرعتها من 12,000 ميل بالساعة إلى 5 أميال قبل أن تلمس سطح
المريخ.
ولكي تصل إلى السطح بسلام كان على انسايت أن تنشر بشكل أوتوماتيكي مظلة
فائقة للصوت supersonic parachute، وأن تجمع قياسات الرادار ومن ثمّ
تشغيل محركات الدفع بالوقت الصحيح؛ استغرق الهبوط أقل من 7 دقائق، زمن
قصير ولكن مرعب وحرج لمهمة بحجم هذه!
أثناء الهبوط، جمعت مركبتان صغيرتان على سطح المريخ بيانات الحدث، ويعرف
هذان المسبارن الذين انطلقا مع انسايت باسم أقمار MarCO الصناعية.
الجدير بالذكر أن هذان المسباران هما من نوع كيوبسات CubeSats معدل، وهو
نوع من المركبات الفضائية التي تصنع من مكعبات طول ضلعها 10 سنتيمتر،
وهما أول مسباريّ كيوبسات يصلان إلى الفضاء.
الصور الأولى
حالما ما حط المسبار على السطح أرسل أول إشارة تنبيه له مطمئنة على أن
الهبوط جرى بسلام، وبعد سبع دقائق استخدم المسبار إشارة راديوية أقوى
وذلك ليؤكد التنبيه السابق، ويرسل بيانات لناسا حول وضعه الحالي.
وبعد عدة دقائق أرسل الصورة الأولى له من على سطح المريخ تبين التضاريس
التي هبط عليها.
📸 Wish you were here! @NASAInSight sent home its first photo after
#MarsLanding :
InSight's view is a flat, smooth expanse called Elysium Planitia, but
its workspace is below the surface, where it will study Mars' deep
interior. pic.twitter.com/3EU70jXQJw
— NASA (@NASA) November 26, 2018
ما زال هنالك المزيد من البيانات القادمة إلى ناسا، فمركبة الاستطلاع
المدارية Mars Reconnaissance Orbiter، التي تجوب مدار الكوكب الأحمر قد
سجلت الحدث بأكمله.
طريق مليء بالتحديات
مقارنةً بمركبة فينيكس Phoenix التي هبطت على المريخ عام 2008، واجهت
انسايت التحديات التالية:
دخلت انسايت الغلاف الجوي المريخي عند سرعة أقل تبلغ 12,300 ميل بالساعة،
في مقابل 12,500 ميل بالساعة لمهمة فينيكس.
كتلة انسايت التي دخلت غلاف المريخ الجوي كانت أكبر وقدرها 608 كيلوغرام،
أما فينيكس 573 كيلوغرام.
هبطت انسايت من على ارتفاع 1.5 كيلومتر، أعلى فينيكس لذلك كان لديها غلاف
جوي أقل لاستخدامه لتتباطأ.
هبطت انسايت خلال فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي على سطح المريخ، حيث
سجلت العواصف الرملية أبعاد عالمية في سنوات سابقة.
التحسينات عن مهمة فينيكس
استخدمت انسايت درعًا حراريًا أكثر ثخانة، احتياطًا في حال تعرضت انسايت
لعاصفة رملية قوية.
تمّ استخدام مادة أقوى لصناعة خيوط تعليق المظلة الخاصة بانسايت.
ماذا بعد الهبوط؟
على مسبار انسايت الآن نشر ألواحه الشمسية الضرورية للغاية لتزويد
المركبة بالطاقة، وإلا لن يتم تنفيذ المهمة. على انسايت الانتظار الآن
لوصول مركبة Mars Odyssey التي تدور في مدار المريخ الآن، لتتفقد الألواح
وتعلم ناسا بما يجري.
بمجرد وصول التأكيد من Mars Odyssey، يمكن أن تبدأ مهمة انسايت بعملها
بجدية. وأثناء وجود المسبار على سطح المريخ، عليه أن يبقى ثابتًا جدًا
حتى يتمكن من قياس التذبذب الضئيل للكوكب أثناء الزلازل، وذلك باستخدام
الموجات الصوتية لهذه الأحداث بهدف معرفة مما تتكون المواد الداخلية
لكوكب الأحمر.
على مدى الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، سيستخدم مسبار انسايت ذراعًا
آلية لنشر أداتيها الأساسيتين: مقياس زلازل وأداة الحفر. سوف يستمع جهاز
قياس الزلازل إلى الزلازل، بينما ستحفر الأداة حوالي 16 قدمًا تحت القشرة
لقياس درجة الحرارة الداخلية للمريخ.
لماذا علينا معرفة ماهية قشرة المريخ ومادته الداخلية؟
يعرف العلماء جيدًا مما تتكون مادة باطن الأرض، ولديهم بعض النماذج التي
تصف كيف بدأت عند ولادة النظام الشمسي قبل أكثر من 4.5 مليار عام. لكن
الأرض في نظامنا الشمسي الهائل هي مجرد نقطة بيانات وحيدة، أما دراسة
المريخ ستمنح العلماء فكرة مختلفة وأكبر عن كيفية تشكل وتطور الكواكب
الصخرية عبر الزمن!
وبحسب قول Bruce Banerdt العالم الرئيسي في مهمة انسايت:
التفاصيل الصغيرة في كيفية تطور الكواكب هي ما يصنع الفرق بين مكان ككوكب
الأرض حيث يمكنك الذهاب في عطلة وأن تسمّر بشرتك تحت الشمس، ومكان مثل
كوكب الزهرة حيث ستحترق خلال ثوانٍ، أو كمكان مثل المريخ حيث ستتجمد إلى
الموت!
بالطبع إن تحققت خطط الوكالات الفاضئية وخطط إيلون ماسك في الذهاب إلى
المريخ فلا أحد يرغب في أن يتجمد أو يتعرض للشيّ، لذلك وجود انسايت على
المريخ سيشكل قفزة بالنسبة للاستكشاف المريخي، ومن يعلم، لربما ستكون
الخطوة الأولى نحو فهم الكوكب الأحمر واستعماره!
اقرأ أيضًا: كيف يعمل إيلون ماسك وشركته المملة لبناء مستقبل للبشرية تحت الأرض ؟
The post سبع دقائق من الرعب تكللت بالنجاح بهبوط Insight على سطح
المريخ! appeared first on أراجيك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق