السبت، 30 مايو 2020

  علاج الادمان على المخدرات في المنزل


المخدرات هي شيطان الهروب من الواقع، والتي يقع فريستها ضعاف النفوس أو الباحثين عن متعة زائفة، متوهمين أن المخدرات قد تساعدهم في حياتهم، فيتحول الشخص المدمن من شخص سوي معتمد على نفسه إلى شخص آخر معتمد على المخدرات في كافة أنحاء حياته، نفسيًا، وجسديًا، وجنسيًا.

فهناك من يغوص في بركة الوحل المعروفة بالإدمان أكثر إلى أن يدمر نفسه كليًا، وهناك من يفوق من ذلك الوهم قبل فوات الأوان،  فيسعى إلى علاج الادمان على المخدرات في المنزل أو في مركز متخصص لعلاج الإدمان.

المخدرات

هي كل ما يذهب العقل فيجعل الإنسان في حاله غير حالته الطبيعية أو حالات اللاوعي، فهي مواد قد تكون طبيعية زرعها الإنسان، أو كيميائية صنعها بيده، أو خليط ما بين الطبيعي والكيميائي، وهي  تعمل على إلحاق الأذى والضرر بجميع أجهزة الجسم، مما قد يؤدي إلى الجنون أو الانتحار أو الموت بجرعة مخدر زائدة.

أنواع المخدرات

تنقسم المخدرات إلى ثلاث أقسام وهما:

      مخدرات طبيعية

وهي المخدرات التي يتم زراعتها مثل الحشيش والبانجو، واللذان يتم استخراجهم من نبات (القنب)، والأفيون والذي يتم استخراجه من نبات (الخشخاش).

      مخدرات تخليقية

وهي المخدرات التي يتم تصنيعها بأيدي الإنسان، والتي تعرف بالكيميا، مثل الهيروين والكوكايين والترامادول والشبو وغيرها الكثير منها.

      مخدرات نصف تخليقية

وهي التي يتم دمج المخدرات الطبيعية أو خلاصتها مع بعض المركبات الكيميائية.

مراحل التحول إلى مدمن مخدرات

لا يدخل الإنسان في دوامة المخدرات بين ليلة وضحاها أو وليدة الصدفة، بل بالعكس يمر بالكثير حتى يصل إلى مرحلة الإدمان ومن أهم هذه المراحل.

      مرحلة التجربة

وهي المرحلة التي يبدأ الشخص فيها بالدخول في أولى خطوات الإدمان، إما بسبب صحبة السوء أو تحت تأثير الظروف.

      مرحلة التعاطي

هي المرحلة التي يدخل فيها الفرد في تعاطي المخدرات بصفة مستمرة أو شبه مستمرة

      مرحلة الإدمان

وهي المرحلة التي يكون المخدرات فيها تمكنت من الجسم وأصبح من الصعب أو المستحيل الاستغناء عنها فيشعر الشخص باحتياجه إليها وقد تجتاحه  نوبات عصبيه حادة وتقريبا قبل جرعة المخدرات.

      مرحلة التعمق واللا عودة

وفي هذه المرحلة يحتاج المدمن إلي تجربه أنواع جديدة وزيادة الجرعة المحددة التي يأخذها والتي تجعله عرضه للموت المفاجئ أو الموت بسبب جرعه زائدة.

أضرار المخدرات

أولا أضرار المخدرات على الجسم

يتسبب تعاطي المخدرات في العديد من المشاكل الجسمانية والتي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان ومن أهمها

      القلب حيث تعمل المخدرات على ارتفاع ضغط الدم بصورة قويه مما يؤدي إلى اضطراب في عضلة القلب أو انسداد شرايين وفي بعض الحالات انفجار شرايين في القلب ويؤدي إلى الوفاة.

      الكبد يعرف عن الكبد انه مركز التخلص من  السموم في الجسم وتعاطي المخدرات بكثرة تعمل على زيادة الضغط في عمل الكبد مما يعمل على توقف بعض وظائف الكبد والتي تنتهي بتليف كامل في الكبد

      الجهاز الهضمي حيث تعمل المخدرات على فقدان الشهية لدى المدمنين والذي بدور يعمل على فقدان الجسم لأهم مصادر إمداده بالعناصر الهامة وهي الطعام فيؤدي إلى اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي

      الجهاز التنفسي حيث يعاني المدمنين الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الأنف من التهابات شديده في الجهاز التنفسي فقد يعاني من سعال شديد وذلك مع مدمنين الحشيش أو رشح شديد وذلك مع مدمنين الهيروين والكوكايين والشبو والتي تؤدي في النهاية إلي فقدان المدمن إلى جلسة الشم وتصل في بعض الأحيان إلى دمور في الرئة أو الإصابة بسرطان الرئة.

      الدم يكون متعاطي المخدرات عرضه للإصابة بالأمراض وذلك لأن المخدرات تعمل على تقليل نسبة كرات الدم البيضاء الموجودة في الجسم والتي تضعف جهاز المناعة لدى الإنسان ويعمل أيضا على تصلب الشرايين وحدوث الجلطات أو انفجار الشرايين.

      الجنس حيث تؤدي المخدرات إلى الضعف الجنسي العام والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى العجز الجنسي الكامل.

 ثانيا أضرار المخدرات على المخ والعقل

      المخ  والعقل يعتبر المخ هو المتحكم في جميع خلايا وأعضاء الجسم حيث يحتوي على ملايين الخلايا العصبية والتي تعمل كمستقبلات حسيه من جميع خلايا الجسم، ويعمل المخدرات على دمور تلك الخلايا مما يؤثر بالسلب على جميع أعضاء الجسم.

فقد يعاني من فقدان الذاكرة الشعور بالدوخة، يعاني أيضا من تخيلات وهلوسات سمعية وبصرية.

علاج الإدمان على المخدرات في المنزل

يتساءل الكثير حول إمكانية علاج الإدمان على المخدرات في المنزل ، أم يجب التوجه إلى المراكز المتخصصة في علاج الإدمان.

في بعض الحالات يمكن علاج الإدمان على المخدرات في المنزل وهي كالتالي:

من الممكن أن يتم مع المتعاطي في بداية مراحل الإدمان قبل التعمق فيها، حيث يسهل السيطرة علية في مراحل العلاج المختلفة  كما من الممكن أن يتم تعزيز ثقته بنفسه في ظل تواجده وسط أسرته وأصدقائه مما يعمل على رفع الروح المعنوية للمتعاطي.


غير ممكن علاج الإدمان على المخدرات في المنزل وذلك لعدة أسباب وهي:

§        أن يكون المتعاطي وصل إلي مرحلة متقدمة من الإدمان.

§        انشغال الوالدين بالأعمال اليومية والتي تخرجهم خارج نطاق متابعة المتعاطي أثناء فترة العلاج.

§        احتياج المدمن إلي علاج نفسي حتي يتمكن من اجتياز مرحلة الإدمان بثقة وقوه نفسية.

§        من الصعب السيطرة على المدمن وتحديدا في الأيام الأولى من العلاج والتي يكون فيها المتعاطي في حالة هياج عصبي شديد، حيث يكون في أضعف حالاته ويكون جسمه في احتياج شديد إلى المخدر.

§        عدم قدرة الأهل على تحمل تكرار محاولات الفشل أثناء العلاج، مما يعمل بالسلب على أضعاف عزيمة وقدرة المتعاطي أثناء العلاج، والتي قد تتسبب في انتكاسة له.

§        يحتاج المدمن إلى التخلص من كل الضغوط التي تسببت في دخوله إلى طريق الإدمان لمعالجة المشكلة من جذورها؛ فيحتاج إلى دعم نفسي قوي

§        لا يتم إلا من خلال طبيب نفسي مختص يكون من المستحيل فيها علاج الإدمان على المخدرات في المنزل.

علاج الإدمان على المخدرات في المراكز الطبية المتخصصة

يحتاج إلي إرادة قوية من أجل إتمامه، ومن أهم الخطوات هي رغبة المدمن في الشفاء، والتحلي بالصبر والإرادة والعزيمة والإصرار على إكمال علاجه.

خطوات علاج الإدمان على المخدرات

      مرحلة الانسحاب

وهي مرحلة سحب السموم من الجسم، والتي يحتاج فيها المدمن من بين ١٥ يوما إلى ٣٠ يوم، وذلك على حسب الكمية والنوع وترجع أيضًا إلى تمكن المخدر من الجسم،  واستجابة الجسم نفسه لطرد تلك السموم.

      مرحلة العلاج بالأدوية

فهناك بعض أنواع المخدرات التي من المستحيل أن يتم إيقافها من الجسم مرة واحدة، ولكن يتم سحبها تدريجيًا وذلك بتقليل الجرعة.

      تدعيم الصحة الجسمانية والنفسية

وفيها يتم متابعه الحالة النفسية للمدن من خلال جلسات العلاج النفسي سواء الجلسات الفردية أو جلسات العلاج الجماعي، ومتابعه إمداد جسم المدمن بالعناصر التي يحتاجها الجسم والتي فقدها أثناء فتره العلاج.

       منع الانتكاسة

حيث يجب متابعه المدمن حتى بعد الانتهاء من جميع مراحل العلاج، وذلك للتأكد من ألا يعود إلى المخدرات، حتى إذا وقع تحت أي ضغط نفسي أو جسماني، وللتأكد من قوة إرادته على المدى الطويل.

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق