السبت، 29 فبراير 2020

صياغة الغايات و الاهداف الاستراتيجية والدور الذي تلعبه في نجاح أي مؤسسة

أي استراتيجية مهما كان نوعها، ستكون مرتبطة لا محالة بمجموعة معينة من
الاهداف الاستراتيجية التي تعمل المؤسسة فعليًا وبكل مواردها من أجل
تحقيقها، ويكمن الرهان الأساسي في تحديد أهداف المؤسسة الرئيسية
والفرعية، وقد يبدو أن مسألة الأهداف لا تتطلب ذلك الحجم من الاهتمام
والعناية، غير أنها في الحقيقة من أهم عناصر الاستراتيجية فوضعها وضبطها
سيقودأي استراتيجية مهما كان نوعها، ستكون مرتبطة لا محالة بمجموعة معينة
من الاهداف الاستراتيجية التي تعمل المؤسسة فعليًا وبكل مواردها من أجل
تحقيقها، ويكمن الرهان الأساسي في تحديد أهداف المؤسسة الرئيسية
والفرعية، وقد يبدو أن مسألة الأهداف لا تتطلب ذلك الحجم من الاهتمام
والعناية، غير أنها في الحقيقة من أهم عناصر الاستراتيجية فوضعها وضبطها
سيقود المؤسسة إلى تحويل الرؤية الاستراتيجية والرسالة التنظيمية إلى
مستويات مرغوبة للأداء، والأهداف فوق كل ذلك هي الطريق الذي ستلتزم به
الإدارة في سبيل الوصول لنقاط محددة أو الدخول إلى مستويات أخرى من
الإنتاجية.

مدخل إلى الإدارة الاستراتيجية

إن صياغة التوجه المستقبلي للتنظيم والسعي الدؤوب في سبيل الوصول إليها
سيجعلان من الرسالة والشعار عناصر ملموسة ذات بعد عميق، أما إذا كان
العكس، أصبحت هذه العناصر – التي من المفترض أن تكون بمثابة خط افتتاحي
للمؤسسة – عبارة عن شعارات جميلة وحبر على ورق. فما هي الآليات التي
تتخذها المؤسسة في سبيل تحديد الأهداف الاستراتيجية وهيكلتها؟

مفهوم الغايات و الاهداف الاستراتيجية

لا يفرق الكثيرون بين الأهداف والغايات، والواقع أن الغايات هي مجموعة
أهداف شمولية تتمثل بأفضليات عامة وفق اعتبارات عمل منظمة الأعمال وطبيعة
الظروف البيئية المحيطة بها، أما الأهداف فهي في الواقع حالة ببنية
موجودة من أجل تحويل الرسالة والرؤية إلى قياسات محددة بتسلسل منطقي ضمن
اعتبارات تعمل على تحقيقها.

أهمية الغايات و الأهداف الاستراتيجية

مما لا شك فيه أن موضوع الغايات و الاهداف الاستراتيجية للمنظمة، له
أهمية بالغة في النشاط الاستراتيجي الخاص بالتنظيم، فمنظمات الأعمال لا
بد أن يكون لها منفعة تحققها في إطار تحديد هذه الأهداف والغايات
الاستراتيجية، ويمكننا أن نجمل هذه الأهداف في النقاط التالية:

يتم وضع وجهة استراتيجية محددة تسير من أجلها المؤسسة من أجل إنجاح
استراتيجيتها العامة.

تعتبر الأهداف والغايات الاستراتيجية تلك السكة التي ترشد الإدارة نحو
السير الصحيح وفي سبيل تجنب تبذير الموارد.

الأهداف والغايات الإستراتيجية هي حجر الأساس في أي تنظيم، ومن دونها
تكون المؤسسة بدون سبب مبرر لوجودها.

إن الأهداف التي تصاغ بدقة، ستجعل تخصيص الموارد أمرًا فعالًا، كما ستعمل
على صياغة تلك الأهداف الجزئية للوحدات، وإدراك العاملين لأدوارهم
ومسؤولياتها، وباختصار فإن الغايات و الاهداف الاستراتيجية في المنظمة هي
النتائج المرغوب تحقيقها، سواء كانت كلية أو جزئية.

مفهوم التجزئة الاستراتيجية

أنواع الأهداف والغايات الاستراتيجية

هناك تصنيفات عدة للأهداف والغايات الاستراتيجية هي كالتالي:

مؤسسات ذات هدف وحيد أو أهداف متعددة

بعض التنظيمات تسعى بشكل كبير وأساسي لتحقيق هدف واحد، أي أن هذه المؤسسة
سيكون عملها موجهًا بشكل أساسي في سبيل الوصول إلى هدف استراتيجي واحد،
مثال على ذلك سعي بعض الشركات لتحقيق نسبة الأرباح، أو رفع معدل الإنتاج
للوصول إلى حد معين، أو زيادة نسبة المساهمة إلى قيمة محددة… وهذا ما
يعتبر هدفًا وحيدًا للمنظمة.

غير أن التنظيمات اليوم ومع زيادة الصراع وزيادة عدد المنظمات والمؤسسات
يومًا بعد يوم، أصبحت تعتمد نموذج الأهداف المتعددة، ومعظم هذه المؤسسات
اليوم تصنف على أنها مؤسسات متوسطة أو كبيرة الحجم ويمكن القول بأن تعدد
الغايات و الاهداف الاستراتيجية للمنظمة له دور كبير في تحقيق تلك
الأهداف الجزئية والكلية، ومثال تعدد الأهداف تقسيم الشركة لمجموعة أهداف
كزيادة الإنتاج، تحقيق نسبة مبيعات أكبر، دخول أسواق جديدة، أو تعزيز
المركز التنافسي.

أهداف رسمية وأهداف فعلية

يمكن القول بأن الأهداف والغايات الاستراتيجية الرسمية للمؤسسة هي تلك
التي يتم تقديمها للجمهور الخارجي أي الوصول إلى الأهداف الكاملة للتنظيم
وزد، أما الأهداف الفعلية فهي مقدرة التنظيم على استغلال الموارد وإدارة
أنشطتها بما يكفل تحقيق الغايات التي تسعى إليها هذه المنظمة.

أهداف قصيرة وأهداف طويلة الأمد

يتم تقسيم الأهداف في العادة حسب الزمن، فهناك أهداف تستلزم في سبيل
تحقيقها حيزًا زمنيًا طويل الأمد قد يمتد لسنوات، وفي المقابل هناك أهداف
تتطلب تخصيص وقت قصير وهي أهداف قصيرة الأمد، لذلك تقسيم هذه الأهداف وفق
العامل الزمني سيقود إلى تحقيق نتائج إيجابية حتمًا.

فوائد الاهداف الاستراتيجية للمنظمة

إن الأهداف التي تتم صياغتها وفق نمط مدروس وأكثر صدقًا وواقعية ستقود
لتحقيق نتائج جيدة يمكن إيجازها في التالي:

شرعية المنظمة : إن الأهداف المدروسة توفر للمؤسسة شرعية كبيرة أمام
مجموعة أصحاب المصالح، كالموردين والزبائن والمستثمرين، وفي الحقيقة هذا
ما يوفر لها دعمًا وإسنادًا كبيرين جدًا؛ فتعامل المؤسسة بالاعتماد على
جملة أهدافها يقود إلى جعل المؤسسة ذات شرعية محترمة جدًا لدى جملة
المتعاملين.

مصدر تحفيز : إن مجموعة الأهداف التي لها بعد تحدي ومنافسة، ستحرك داخل
العاملين شيئًا من الطموح لخوض هذه المنافسة والعمل على تحقيق هذه
الأهداف، فهي ستقود لتحفيزهم من أجل بذل مجهود أكبر وتحقيق ولاء أكبر.

قاعدة صنع قرارات : تعتبر الاهداف الاستراتيجية بمثابة خط الوصول، فهي
عبارة عن مسار للمديرين في مختلف المستويات الإدارية ضمن عملية صنع
القرارات وبدونها يكون من الصعب تحقيق التنسيق ومنه فشل المنظمة في تحقيق
أهدافها.

خصائص الغايات و الاهداف الاستراتيجية

يجب أن تتميز هذه الأهداف عند صياغتها بمجموعة من الخصائص المحددة،
فالأهداف يجب أن تكون محددة، أي موصوفة النتائج التي يراد الوصول إليها
ضمن حجم زمني ما، كما يجب أن تكون مرنة أي قابلة للتغيير عليها إذا اقتضت
الضرورة، ويجب كذلك أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق وليست أهدافًا
أسطورية خارقة، ومن دون شك يجب أن تكون مركزة على النتائج، والأهداف تصاغ
من أجل النتائج بالأساس.

ما الدور الذي تلعبه رسالة المؤسسة أو المنظمة في بناء استراتيجيتها

إن الاهداف الاستراتيجية هي الموضوع الذي ترتكز عليه الإدارة
الاستراتيجية ، إذ لا يمكن أن تصاغ أي استراتيجية دون تسطير أهداف تسير
من أجلها المؤسسة، فالأهداف هي بمثابة عصب الاستراتيجية، وتحديدها بدقة
يقود لنتائج أكثر دقة، لذلك يجب أن يتم الاهتمام بمسألة الأهداف والغايات
الاستراتيجية في أي استراتيجية ولأي مؤسسة لأن المؤسسة دون أهداف لا يمكن
التعامل معها وستكون بمثابة هدر للموارد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق