إذا كنت تعتقد أن "171 عام "وردت في عنوان مقالتنا بالخطأ أو الصدفة فأنت
على خطأ، نعم تاريخ السيارة الكهربائية يعود لأكثر من ذلك ربما، فالفكرة
لم تبدأ أبدًا عند سيارة تسلا وبالتأكيد لن تنتهي هنا أيضًا. ولادة أول
سيارة كهربائية في الحقيقة ليس من السهل نسبة اختراع السيارة الكهربائية
لمخترع واحد أو لبلد واحد،إذا كنت تعتقد أن "171 عام "وردت في عنوان
مقالتنا بالخطأ أو الصدفة فأنت على خطأ، نعم تاريخ السيارة الكهربائية
يعود لأكثر من ذلك ربما، فالفكرة لم تبدأ أبدًا عند سيارة تسلا وبالتأكيد
لن تنتهي هنا أيضًا.
ولادة أول سيارة كهربائية
في الحقيقة ليس من السهل نسبة اختراع السيارة الكهربائية لمخترع واحد أو
لبلد واحد، فقد كان الوصول لنموذج عملي للسيارة الكهربائية نتيجةً لسلسلة
من الإنجازات ابتداءً من اختراع المدخرة الكهربائية (البطارية) وصول إلى
المحرك الكهربائي الذي يعمل بالتيار المستمر DC Motor.
كما ذكرنا فإن نَسب الاختراع لبلد واحد أو شخص واحد أمر في غاية الصعوبة
وربما الإجحاف، لكن لنبدأ من الولايات المتحدة الأمريكية فيبدو أن تاريخ
السيارة الكهربائية قد بدأ من هناك، فقد ظهرت أول سيارة كهربائية فيها
عام 1890 والتي قام بصنعها الكيميائي وليام موريسون William Morrison في
ولاية أيوا.
سيارة ويليم موريسون
لم تكن سيارة موريسون بتلك السرعة فقد بلغت سرعتها القصوى حوالي 14 ميلًا
في الساعة، ولكنها في المقابل كانت نموذجًا جيدًا دفع الكثير من المصنعين
للاهتمام بفكرة السيارة التي تعمل بالكهرباء.
بعد سنوات قليلة من سيارة موريسون، بدأت السيارات الكهربائية من مختلف
شركات صناعة السيارات بغزو شوارع مدينة نيويورك الأمريكية حتى وصل عددها
إلى أكثر من 60 سيارة أجرة كهربائية، وبحلول عام 1900 كانت السيارات
الكهربائية تشكل حوالي ثلث المركبات العاملة في الطرقات.
أما في أوروبا فقد كانت هناك العديد من المحاولات والنماذج التي عمل
عليها متبكرون من المجر وهولندا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول
الأوروبية وذلك مع بدايات القرن التاسع عشر، حيث تمكن المخترع البريطاني
روبرت أندرسون من اختراع نموذج لسيارة كهربائية عملية. إلا أن عملية
تصنيع السيارات الكهربائية في أوروبا تأخرت حتى النصف الثاني من القرن
التاسع عشر.
اقرأ المزيد: مراجعة جهاز iPhone 8 Plus
صعود وسقوط السيارة الكهربائية في وقت مبكر
حسنًا، إذا كانت بداية ظهور السيارات الكهربائية مشجعة لهذه الدرجة في
الولايات المتحدة، فلماذا تأخرت حتى وقتنا الحالي لتحقيق الفعالية
والإنتشار؟
للإجابة على هذا التساؤل المنطقي لابد لنا من فهم تطور السيارة العاملة
بالوقود، ففي مطلع القرن العشرين كان الحصان هو وسيلة النقل الأساسية
ولكن مع تطور حياة الأمريكيين بدأوا باستخدام المركبات المخترعة حديثًا
وكان لديهم حينها ثلاث خيارات السيارات العاملة بالبخار أو السيارات
العاملة بالبنزن أو سيارات الكهرباء.
تمتع البخار بسمعة ممتازة فقد كان شرارة الثورة الصناعية والمحرك الأساسي
للمصانع والقطارات، ولكن ومع ذلك لم تصمد السيارات البخارية بسبب صعوبة
تشغيلها وخصوصًا في البرد وحاجتها للماء خلال سيرها، وبهذا يكون قد سقط
المنافس الأول للسيارة الكهربائية.
مع طرح السيارات الكهربائية في السوق، ظهر نوع جديد من السيارات وهي
سيارات البنزن لينافس سيارات الكهرباء، إلا أن سيارة البنزن لم تخلو من
العيوب. فقد كانت بحاجة لجهد يدوي كبير للقيادة وكانت تستخدم كرنك يدوي
جعل من أمر تشغيل السيارة مهمة شاقة وربما مستحيلة بالنسبة للبعض.
وفي حين عانت سيارات البخار والبنزن من المشكلة كان السيارة الكهربائية
هادئة وسهلة القيادة ولم تصدر عنها أي نوع من الملوثات كريهة الرائحة،
وسرعان ما أصبحت السيارات الكهربائية شائعة بين سكان المدن – وخاصة
النساء- فقد كانت مثالية للرحلات القصيرة داخل المدينة.
وفي العشرينات من القرن الفائت ومع وصول الكهرباء لعدد أكبر من الناس،
أصبح شحن السيارة الكهربائية أسهل من ذي قبل، مما زاد من شعبيتها مع جميع
مناحي الحياة.
مع ارتفاع الطلب على السيارة الكهربائية في ذلك الوقت، طور فرديناند بورش
(مؤسس شركة السيارات الرياضية التي تحمل نفس الاسم) سيارة كهربائية أطلق
عليها اسم P1 عام 1898، كما أن توماس أديسون المخترع الأمريكي الأشهر
شارك في تطوير مدخرة أفضل لتحسين أداء السيارة.
اقرأ المزيد: تعرّف على كيفية إستعادة رسائل WhatsApp المحذوفة حتى بدون
نسخة إحتياطية
سيارة P1 في معرض شركة بورش
إلا أن الخط البياني للسيارة الكهربائية لم يستمر في الصعود وذلك أن شركة
فورد طرحت نموذج سيارة تعمل بالبنزن عام 1908 وأطلقت عليها النموذج T،
بحيث تغلبت على معظم المشاكل التي عانت منها سيارات البنزن، ومع حلول عام
1912 بلغت تكلفة سيارة البنزين 650 دولارًا فقط، بينما بيعت سيارة رودستر
كهربائية بسعر 1750 دولارًا.
وبالتالي أصبحت سيارة البنزن من فورد متاحة وبأسعار معقولة قياسًا
بسيارات الكهرباء، مما أدى لانخفاض في أعداد السيارات الكهربائية في
المدن الأمريكية بشكل تدريجي حتى اختفت تمامًا بحلول عام 1935.
سيارة تسلا Tesla Car
مر تاريخ السيارة الكهربائية بفترة سوداء مابين عام 1935 حتى عام 2008
العام الذي أطلقت فيه شركة تسلا Tesl Motors سيارتها الأولى والتي أطلقت
عليها Roadster.
شكلت Roadster ثورة في العصر الحديث للسيارة الكهربائية، حيث تميزت
بتكنولوجيا بطاريات متطورة ومجموعة نقل الحركة الكهربائية.
تستخدم سيارة Roadster بطارية ليثيوم أيون كمصدر للطاقة، كما أنها أول
سيارة كهربائية بالكامل (لا تحوي محرك هجين) قادرة على السفر لأكثر من
320 كيلومترًا عند شحنها بشكل كامل، وتصل سرعتها القصوى حتى 200 كيلومتر
في الساعة.
لم تتوقف الحكاية عند هذا الحد وربما لن تتوقف، فقد أنتجت تسلا سيارة
لمدة أربعة سنوات محققة مبيعات جيدة ثم أطلقت سيارتها الجديدة Tesla
Model S في عام 2012.
Tesla Model S
ثم أتبعتها بسيارة Telsa Model 3، ولا ندري ما تخبأ لنا مختبرات الشركة
في الأيام القادمة.
Telsa Model 3
اقرأ المزيد: إطلاق لعبة ببجي لايت PUBG Mobile Lite في عدد من الدول
مستقبل السيارة الكهربائية
سواء كنا من مشجعي التكنولوجيا والمؤيدين لها أم لم نكن فإن نجاح أي منتج
تكنولوجي مقترن تمامًا بما يحققه من نتائج أو أرباح اقتصادية ومالية.
تصنع شركة تسلا السيارات الكهربائية وبتيعها وتزيد مببعاتها بشكل مقبول
فقد حققت خلال العام الحالي زيادة في نسبة المبيعات بنسبة 134 في المائة،
لكن في المقابل لم تصل الشركة لتحقيق الأرباح المرجوة فقد خسرت الشركة في
الربع الثاني من هذا العام ما يقارب 408 مليون دولار.
في النهاية يبقى المستقبل مرهونًا بتطور الأبحاث للوصول إلى مدخرات
كهربائية تدوم طويلًا وبتكلفة مقبولة.
اقرأ المزيد: هل تبحث عن برنامج ترجمه .. جميعُ اللغات أصبحت بين يديك مع
هذه المجموعة من برامج الترجمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق